قال الرئيس الامريكى دونالد ترامب إن القمة التاريخية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون مضت “أفضل مما كان يتوقعه أحد”، وسيوقعون على وثيقة عقب المحادثات حول سبل إنهاء المواجهة النووية فى شبه الجزيرة الكورية.
ويعتبر هذا اللقاء قمة تاريخية جمعت بين أول رئيس أمريكي في سدة الحكم وزعيم كوريا الشمالية في تاريخ البلدين. وبدأ اللقاء بمصافحة الزعيمين، وهي اللحظة التي قد تمثل انطلاقا لعهد جديد من العلاقات بين البلدين بعد عشرات السنوات من النزاعات والتوترات. وقد وصف الزعيم الكوري هذا اللقاء في وقت سابق بأنه “مقدمة جيدة للسلام”.
وقد قال ترامب للصحفيين “إن هناك تقدم تم إحرازه وهو أمر إيجابي جدًا، اعتقد أنه أفضل مما توقعه أي شخص، وسنذهب الآن للتوقيع” ولم يذكر ترامب تفاصيل عما سيتم توقيعه. وإذا نجح الطرفان في تحقيق تقدم دبلوماسي، فقد يؤدي ذلك إلى إحداث تغيير دائم في المشهد الأمني لشمال شرق آسيا، مثل زيارة الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون للصين في عام 1972 التي أدت إلى تحول الصين.
وتلقي هذه القمة الضوء على الحدث الكبير في تاريخ كوريا الشمالية، إذ ظلت لعهود طويلة تعيش في عزلة عن باقي العالم بسبب سياساتها التي لم تلق أي ترحيب من قبل دول العالم، خاصة على صعيد برنامجها النووي وما يتعلق بعلاقاتها مع جارتها كوريا الجنوبية.
ورغم المعوقات الكثيرة التي كادت أن تقف حجر عثرة في طريق القمة، والتي وصفها كيم جونج أون بعبارة لخصت مجمل ما قيل في القمة غير المسبوقة في تاريخ المجتمع الدولي عندما قال “الوصول إلى هنا لم يكن سهلا”، انعقدت القمة بالفعل بعد جهود قام بها البلدان وغيرهما من الأطراف الفاعلة حول العالم.
وبعد مصافحتهم كانت الابتسامة وعلامات الارتياح واضحة على وجوههم وذلك قبل أن يرشد ترامب كيم إلى المكتبة حيث عقدوا اجتماعًا مع مترجمين فقط. وقال ترامب يوم السبت انه سيعرف في غضون دقيقة من مقابلة كيم ما إذا كان سيصل الى اتفاق، وفي حقيقة الأمر من الواضح أن الإيجابية على المسيطرة على اللقاء حتى الآن.
وقد تم سماع كيم وهو يقول لترامب: “اعتقد أن العالم كله يشاهد هذه اللحظة، الكثير من الأشخاص حول العالم يعتقدون أن هذا المشهد من فيلم خيال علمي”. وحين سأل أحد الصحفيين ترامب عن كيفية سير الاجتماع قال: “جيد جدًا جدًا والعلاقات جيدة”. وبنفس نبرة الإيجابية قال كيم “لقد تغلبنا على كل أنواع الشكوك والتكهنات حول هذه القمة وأعتقد أن هذه مقدمة جيدة للسلام”.
تأتي هذه التصريحات بعد أن تداولت عناوين الأخبار في الفترة الأخيرة شكوكا حيال إمكانية انعقاد القمة، والتصريحات الكورية الشمالية التي أعربت عن استياء بيونجيانج من التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة بين القوات الأمريكية والقوات الكورية الجنوبية في مياه شبه الجزيرة الكورية علاوة على إعلان الرئيس ترامب إعلان إلغاء القمة من الأٍساس في وقت سابق.
وبينما يراقب كل من ترامب وكيم بعضهما بالعيون والكلمات عن علامات الثقة أو الخداع، فإن بقية العالم تراقب الحدث عن كثب، على أمل أن يتمكن هذان الزعيمان من إيجاد طريقة لنزع فتيل أحد أكثر نقاط الاشتعال خطورة على كوكب الأرض.
وقد وصف ترامب لقائه مع كيم بأنه “صادق ومباشر ومثمر”، وذكر أنهما توصلا إلى اتفاق لنزع السلاح النووي الكامل. وقال ترامب في المؤتمر الصحفي بعد توقيع الاتفاق بين البلدين: “نحن مستعدون لبدء تاريخ جديد بين الدولتين”.
وأبرز الاتفاق الذي وقعه الزعيمان أربع نقاط رئيسية شملت التزامهما بإقامة علاقات جديدة “وفقا لرغبة شعوب البلدين في السلام والازدهار. وقد وافقت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على “الانضمام إلى جهودهما لبناء نظام سلام دائم ومستقر في شبه الجزيرة الكورية.
كما وعدت كوريا الشمالية “بالعمل نحو نزع السلاح النووي الكامل لشبه الجزيرة الكورية”. وأخيراً، سوف يلتزم الطرفان “باستعادة بقايا الأسرى، بما في ذلك الإعادة الفورية للذين تم تحديدهم بالفعل”. وقد أصر ترامب على أن الولايات المتحدة سوف تحافظ على العقوبات حتى “لم تعد الأسلحة النووية عاملاً” وأن نزع الأسلحة النووية سوف يستغرق وقتاً طويلاً.
وقال الرئيس الأمريكي إنه دعا الرئيس كيم لزيارة البيت الأبيض في “الوقت المناسب” وأن الزعيم الكوري الشمالي قبل دعوت، وعلى صعيد الأسواق العالمية، أظهرت الأسهم الآسيوية حالة من الاستقرار ولم تظهر أي ردة فعل ملحوظة لبداية القمة. وارتفع الدولار الأمريكي صوب أعلى مستوياته منذ ثلاثة أسابيع.
