كتب باراني كريشنان
نخبركم قصة معدنين ثمينين، أحدهما يحركه الطلب على الملاذ الآمن، والآخر يحركه الطلب المادي. هبط الذهب مخترقًا قاعًا يوم الاثنين، وانطلق لانخفاض شهرين، بينما ارتفع البلاديوم إلى أرقام قياسية الارتفاع على خلفية مخاوف عجز في الإمداد.
واستقرت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بانخفاض 33.50 دولار، أو 2.2%، عند سعر 1,472.90 دولار للأونصة، وذلك على بورصة كومكس للمعان. وكان السعر المنخفض للجلسة 1,470.65 دولار، مما يجعله قاع جديد، منذ قاع 6 أغسطس.
يقول فيليب ستريبيل، استراتيجي المعادن الثمينة في RJO: “فقد الذهب قاعه للوقت الحالي، ويعود هذا جزئيًا للتحركات التقنية، بعد اختراقه أسفل 18 سبتمبر، عند انخفاض 1,490.70 دولار.”
“ويتحرك التداول الآن في إطار نموذج رأس وكتفين الآن، ويجب أن يستمر انخفاضه إلى 1,450 دولار، كما يخبرنا الزخم.”
وتعكس العقود الفورية للذهب، سعر الذهب في التداولات الفورية، وكان عند 27.67 دولار، أو 1.9%، عند سعر 1,469.31 دولار بحلول الساعة 2:15 صباحًا بالتوقيت الشرقي.
تماسك الذهب بقوة أعلى المستوى الرئيسي 1,500 دولار، بينما كان يحاول التصدي للدولار القوي. فارتفع مؤشر الدولار لمستوى أربعة أسابيع، عند سعر 99.113، يوم الاثنين، بينما أصبح الملاذ الآمن المفضل للمستثمرين للتحوط من مخاطر الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
كما فقد الذهب كثيرًا من بريقه بسبب تلاشي المخاطر الجيوسياسية التي انتشرت خلال الأسبوعين الماضيين، خاصة تلك التي مر بها سوق النفط، بعد تمكن السعودية سريعًا من استعادة إنتاجها بعد هجوم 14 سبتمبر، على منشآتها النفطية. كما أن عزم الرياض على مواجهة إيران عسكريًا تلاشى، وإيران كانت المتهمة بتنفيذ الهجمات، حرمت هذه التطورات تمتع الذهب بمركزه التحوطي وسط الاضطرابات.
ولكن، يقول ستريبيل إنه لن يراهن ضد عودة الذهب لمستوى 1,500 دولار على المدى القصير.
“فيمكن لهذا أن يتغير بلمح البصر، لدينا رجل يدعى دونالد ترامب، ولديه هاتف جوال، وحساب على موقع تويتر، ويمكنه أن يحرك الأسواق 700 نقطة بتغريدة واحدة عن الصين، ولا يمكنني أن أراهن على تفرد الدولار فقط في تحركاته.”
وسار البلاديوم في طريق عكس المعادن الثمينة الأخرى. فأغلب العقود الآجلة على كومكس استقرت بانخفاض 5.40 دولار، أو 0.3%، عند سعر 1,647.50 دولار للأونصة.
بينما العقود الفورية للبلاديوم، وصلت للرقم القياسي 1,702.20 دولار، قبل التداول على انخفاض 10.85 دولار، أو 0.6% عند 1,674.95 دولار.
يستخدم البلاديوم في تقليل الانبعاثات من محركات المركبات المشتغلة بالبنزين، وارتفع 33% هذا العام، بنسبة 9% هذا الربع، وخلال شهر سبتمبر ارتفع بقوة بسبب مخاوف من تراجع الإمداد، رغم ضعف قطاع السيارات.”
يقول جيفري كريستيان لرويترز: “هناك طلب صناعي قوي، ولكن يأتي الطلب من المستثمرين الذين يتوقعون ارتفاع الأسعار، وكذلك ممن يغادرون مراكز الذهب، والفضة، والبلاتين، لتراجع السعر، ويتجهون إلى البلاديوم.”
“فهناك الكثير من القلق حيال عدم توافر ما يكفي من البلاديوم في العالم، ويعود هذا في غالبه إلى أن من يملكون المعدن، لا يرغبون ببيعه عند الأسعار الحالية. ويرغبون في معرفة إلى أي مدى يمكن أن يصل السعر، قبل حفاظهم على أرباحهم.
