لم تطل فترة التفاؤل التي نتجت عن تصويت الحزب الديمقراطي الالماني لصالح الائتلاف الحكومي المنتظر مع حزب المستشارة ميركل والتي ادت الى بداية ايجابية في تداول اليورو بداية الاسبوع، اذ سرعان ما بانت النتائج الاولية للانتخابات الايطالية والتي حملت معها انتكاسة لهذا الجو الايجابي فادت الى تراجعات جديدة.
احتمال الفشل في تأليف حكومة جديدة بين قوى متآلفة يهدد بامكانية اعادة الانتخابات. التقدم الملموس للقوى المتطرفة جاء ايضا صادما اذ انها الان في المقدمة. عوائد السندات الايطالية تسجل قفزة ارتفاع ملحوظة كترجمة لحالة القلق المستجدة. عوائد العشر سنوات تقفز الى 2.15% من 2.04% ليوم الجمعة الماضي. السندات البرتغالية تسجل حركة مشابهة بينما عوائد السندات الالمانية تتراجع لارتفاع الطلب عليها كملاذ اوروبي آمن. الفارق بين العوائد الالمانية والايطالية اتسع لاكثر من 150 نقطة بينما كان قد تراجع في بداية فبراير الى 125 نقطة.
ما يمكن قوله الان هو ان السوق في حالة توتر وترقب مع ترك الباب مفتوحا على جميع التطورات الممكنة مع الاخذ بالاعتبار ان صعود الاحزاب الشعبوية المتطرفةهو عامل قلق وتوتر قد يطول امده ويعرقل بالتالي مسيرة اليورو الصعودية التي تحققت حتى الان.
في اسيا القلق باد ايضا. اسواق الاسهم اقفلت على تراجع والانظار دوما الى ما سينتج عن تطورات ما بات يسمى بالحرب التجارية بعد اعلان الرئيس الاميركي فرض ضرائب على واردات الصلب والالمنيوم.
البورصات الاوروبية في حالة ترقب واضافة الى العبء الناتج عن الانتخابات الايطالية ونتائجها غير المريحة فان الانظار تمتد ايضا الى ترقب اجتماع المركزي الاوروبي هذا الاسبوع وما يمكن ان يصدر يوم الخميس عن رئيسه من مواقف جديدة حيال مستقبل السياسة النقدية.
ايضا لا يُنسى موعد بيانات سوق العمل الاميركي المنتظر ليوم الجمعة القادم مع اشارة اولى له تصدر عن تقرير التوظيف للقطاع الخاص يوم الاربعاء.
